مائدة الفرح الميت

مشرف

ينبت ظلى فى مرآة الحائط
ينبت ظلك فى مرآة السقف
نتواجـه نجلس
نقتسم الصمت واكواب الشاى البارد
تفصلنا مائدة الفرح الميت
تتحرك فينا اوراق خريف العام الماضى
تتعرى اغصان العزله
وتهمهم بين جوانحنا الاسئلة البلهاء.
من اين....؟ وكيف.....؟ لماذا......؟
يضحك فى اعيننا الدمع
يتسلل برق اسود
يقلب مائدة الفرح الميت
وتطقطق فوق المائدة (عظام الصمت)
نخفى اوجهنا فى البسمات
ونرتل فى جزع بعض الصلوات
نتسابق كى نقتل هذا الدمع
ونوارى تحت حطام الذكرى (أشواق سؤال احمق)....
يذبل زهر اللهفه
يندفع النهر بعيدا عنا
تهجرنا الريح ويصفعنا باب البستان
ويموت الطائر فى القفص الازرق
يحفر فى انفسنا قبرا لأغانيه
تسألينى.... (ماذا قلت الآن..)...؟
ينفجر النهر..
طيورا تهرب لا تلحقها الريح
يرحل صوتك نحو الشرق
يرحل صوتى نحو الأعماق
نتلفت...
نبصر قبرا قرب المائدة الجدباء
يتجول مزهوا بالأحمال
يفتح شباك اخضر
تتراقص تحت الأعين
(غابات الصيف الحمراء)
.......تسألينى....(من هذا الحطاب الأسود.....يهوى فوق جزوع الأشجار)..؟
يغلق شباك الصيف
ترتفع النار الزرقاء
يبتسم شتاء داكن من بين الأستار
نبكى نضحك ملء الليل الدافئ
....تسألينى... ( من هذا الساقى الأبيض..يطفئ فى المدفأة النار)..؟
تأتى زهره
لتحدثنا عن مولد أغصان الحسره
فى أشجار الصيف المقبل

نتكتم فى انفسنا انباء هزيمتنا

نركض ظمأى جوعى
تهزأ منا الريح

ألمسك تضحكين لى
تسقط فوق الأرض البسمات

نتبادل فى صمت بعض القبلات

ننهض....
(يغلق قبر الذكرى باب الأسئلة البلهاء)

يتحول عنا القبر
يتقدمنا
يخرج من باب الغرفه
نتبعه فى ذل الأسرى
يجرى
نركض خلفه
لا ندركه

نسقط فوق شواهد قبر آخر
يلقينا فى الأرض الإغماء

يصرخ كل منا فى وجه الآخر.....

(من فينا الحطاب الأسود......)..؟
(من فينا الحطاب الأسود.....)..؟